تكبر[عدل]
لغة :-
الكبر , التكبر , الغطرسة , التعاظم كلها تحمل نفس المعنى و هو آثر من آثار العجب والافتراء من قلب قد أمتلأبالجهل والظلم ترحلت منه العبودية , ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شذر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه. ومن معانيه التَّرَفُّعُ و الخُيَلاءُ المعجم: الرائد تَكَبَّر : تعظَّم وامتنع عن قبول الحقِّ معاندةٌ . المعجم الوسيط. " يَنْبَغِي لِلعالِمِ أَنْ لاَ يَتَكَبَّرَ على الْمُتَعَلِّمينَ " ( ابن المقفع ) .المعجم: الغني [1] [2]
محتويات
[أخف]راي علماء النفس في التكبر[عدل]
- المتكبر إنسان يشعر بالنقص فيريد أن يكمل نقصه بالتكبر ليجد من ينظر إليه ومن يتحدث معه فهو تعويض لنقص ما عند الشخص.
- يلجأ الإنسان لسد احتياجاته النفسية بأن يتمسك بسلوك الغرور والتكبر تعويضًا لمشاعر أخرى قد تكون غير واعية في عقله الباطن.
- فهو يجعلك تظن انك أعلى البشر كافة و في الواقع أنت بشر مثلهم من دم و لحم و تمرض و تضعف و تموت مثلهم.
- يقال طريقتك في المشي تخبرك من أنت فإذا كان المشي فيه اختيال واضح دل ذلك على التكبر وحب الظهور.[3][4]
الأصل اليوناني القديم[عدل]
في اليونانية القديمة،الغطرسة هي اشارة إلي الأعمال التي تودي الي الخجل و الاهانة و الإذلال للمتعة والتلذذأو الإشباع من الشخص المعتدي بالضحية.[5] كان على المدى البعيد له دلالة جنسية قوية، و عكس العار على مرتكب الجريمة كذلك .[6]
أسباب التكبر[عدل]
ولما كان التكبر الإعجاب بالنفس، المؤدية إلى احتقار الناس والترفع عليهم، فإن أسبابه التي تؤدى إليه، وبواعثه التي ينشأ منها، هي بعينها: أسباب وبواعث الإعجاببالنفس ، والغرور، إذا أهملت ولم تعالج، وهي لا تزال في مهدها، أو في أوائلها. فهي من الأشياء التي تنشأ مع الإنسان في صغره.
- 1- العلم : ما أسرع التكبّر إلى بعض العلماء أو المثقفين فلا يلبث أن يستشعر الواحد منهم في نفسه كمال العلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم ، وسواء أكان العلم شرعياً أو علماً مادياً .
- 2- الكبر بالحسب والنسب فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له نسب حتى وإن كان أرفع منه علماً وعملاً ، وهذا من أفعال الجاهلية التي نهى الشرع عنها .
- 3- الكبر بالمال فهذا يحصل بين كثير من الأغنياء المترفين ، في لباسهم ومراكبهم ومساكنهم ، فيحتقر الغني الفقير ويتكبّر عليه بهذا السبب ، أو يحصل من بعض الزوجات التي قد تتكبّر على زوجها بسبب أنها موظفة مثله أو أعلى منه ، أو أنها غنية بمالها أو مال أبيها .
- 4- التكبّر بالمنصب : وهذا يحصل من بعض من يتولّون مراكز مهمة ورفيعة في الدولة ، فيرى أنه أفضل ممن دونه فيحتقره ، وربما رأى أن الواجب ألا يتصل به الناس مباشرةً بل لابد من وسيط بينهما ، أو ينظر إلى من تحته من الموظفين نظرة احتقار ، ويعاملهم كعبيد عنده ، وقد يجرّه الكبر إلى أن يركب رأسه أحياناً فيرتكب أخطاء كبيرة في عمله ، وإذا نصِح أعرض وسخط على من نصحه ، ولم يمنعه من قبول النصيحة والتوجيه إلا الكبر .
النظرة الدينية للتكبر[عدل]
ما جاء في ذمّ الكبر وبيان الوعيد الشديد لأهله
التكبر في الإسلام[عدل]
- في اصطلاح الدعاة، فإن التكبر هو: إظهار العامل إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم، ويترفع عن قبول الحق منهم.
- جاء في الحديث عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: [ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ] قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ: [ إِنَّ اللهجَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ] رواه مسلم و الترمذي وأحمد.
آيات ذم التكبر في القران العظيم[عدل]
- لقد وردت آيات كثيرة تذمّ الكبر وتنهى عنه وتحذّر منه ، من ذلك :
- قوله تعالى في: سورة الأعراف قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
- قوله تعالى : سورة الأعراف سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ . أي: يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم' .
- قوله تعالى : سورة غافر الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ .
- قوله تعالى : سورة النحل لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ .
- قوله تعالى : سورة الزمر قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ .
ذم التكبر في السنة النبوية[عدل]
- وقوله : ( ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتلّ جوّاظ مستكبر ) [متفق عليه]
- وقوله : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر ) ، قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ، فقال : ( إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطَر الحق وغمط الناس ) ] رواه مسلم
- فبين أن التجمّل في الهيئة واللباس أمر محبوب عند الله إذا لم يصاحبه كبر واستعلاء على الناس ، وأنه ليس من الكبر في شيء.
- وقال : ( يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذر ) ، ويكفي أهل الكبر ذمّاً وإثماً أن إمامهم وقائدهم في ذلك إبليس – لعنه الله – الذي تكبّر على الله ولم يسجد لآدم ، وفرعون وقارون وأمثالهم ، ومن عمِل عمَل قومٍ حريُّ أن يحشر معهم وأن يعذّب بمثل ما يعذبوا به. .[7]
- ويقول ابن حزم :- لاتقارن بين نفسك وبين ومن هو أكثر عيوبا منها فتستسهل الرذائل, فاستمر في معالجة عيوبك ولا تركن إلى الاخرين ولا تقل أنا أحسن من غيرى ولا تقل أنا أحسن من الأول.
علاج الكبر في الإسلام[عدل]
- لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و(( من تواضع لله درجة رفعه الله درجة))[8] ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله.
- قال رجل: (يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول : ((إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس))[9] بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، وغمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه وإما لوظيفته، وإما لأسباب أخرى يتخيلها، وقد يكون فقيراً.
- في الحديث الصحيح يقول الرسول : ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، و عائل مستكبر))[10]عائل أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال والغنى ، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له.
- أما التواضع فهو لين الجانب، وحسن الخلق ، وعدم الترفع على الناس، كما قال : ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً))[11]،
- ((البر حسن الخلق))[12] فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال، وأعطاه الوظيفة، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن ، أو غير ذلك.
- يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر، لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك.
- بل يتذكر أن هذه من نعم الله، وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه، وألا يتكبر على إخوانه ويترفع عليهم، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة.
- ولهذا قال : ((الكبر بطر الحق وغمط الناس))[13] يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك. وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة، وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا، وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه، وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق